Monday, April 30, 2012

ثقافة الاعتذار

المطلوب من الإنسان الحضاري في عالم اليوم أن يكون ذلك الذي يعفو عند المقدرة، ويصفح عمّن ظلمه، ويصبر على المكاره، وينسى ولا يحقد، ويقدم الاعتذار لمن آذاه، ويقبل برحابة صدر عذر من اعتذر إليه.
وهذه الأخلاقيات ليست جديدة لأن الديانات السماوية دعت إليها منذ قرون خلت، مما جعل منها ديانات رحمة كما قال القرآن عن موسى، وديانات محبة كما اشتهرت به رسالة المسيح الذي نصح بأن لا يُرد على العدوان بمثله، وأن يُعطي من ضُرِب على خدّه الأيمن خدّه الأيسر للضرب في تسامح مثالي، وديانة سماحة وتسامح وسلام، وهي القيم الإسلامية التي جاء بها الإسلام وطبقها المسلمون في تعاملهم مع الذات والآخر، وأشاد الله بها في قوله تعالى عن المتقين الموعودين بالجنة وذكر من بينهم «الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس» (سورة آل عمران 134)، وجاءت في القرآن آيات تحدثت عن أدب الاعتذار وما يحسن قبوله منه. وهو الاعتذار الصادق الذي يعني أن من يقدمه قد راجع حساباته وتعرف على أخطائه، وأنه بتقديم اعتذاره مصمم على عدم العودة إلى ما اعتذر عنه، كما تحدث القرآن أيضا عن الاعتذارات المرفوضة التي تصدر عن المنافقين الذين لا يجهرون بما يُسِرّون، وتكون لغة اعتذارهم مزدوجة أو تتسع لأكثر من معنى. وبعبارة أخرى، هذا النوع من الاعتذارات لا ينمُّ عن صدق المعتذِر ولا يكشف ما طرأ عليه من تحول ناتج عن مراجعة أخطائه والحكم عليها بموضوعية ونزاهة، والتصميم على عدم العودة إلى ارتكابها.
انصحكم ان اخطاتم فسارعوا بالاعتذار فلا ارى فى الاعتذار انتقاصا للشخصية او مضاد لها لذا الاعتذار واجب دينى وديمقراطى وخلقى وانسانى
توبة سيد
31-12-2011

No comments: